روح الاتحاد : الإمارات في عامها الثالث والخمسين
بقلم : د. خالد السلامي
عندما تُشرق شمس الثاني من ديسمبر ، يُطلّ علينا يوم لا يشبه غيره ، يومٌ تتجلى فيه معاني الوحدة والانتماء ، وتُشرق فيه ذكرى تأسيس دولة صنعت المستحيل وحلّقت في سماء الريادة. إنه اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ، عامها الثالث والخمسين ، رحلة امتدت عقودًا من الإنجاز والعطاء.
البداية : حلم زايد وراشد
قبل أكثر من خمسة عقود ، وقفت الإمارات على أعتاب التحوّل التاريخي ، عندما جمع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه ، بحكمته ورؤيته الثاقبة حكام الإمارات السبع. لم يكن الاتحاد مجرد اتفاق سياسي؛ بل كان ولادة حلم انطلق من الصحراء ليُبدع دولة أصبحت اليوم أيقونة للتطور والتنمية.
إنجازات ثلاث وخمسين عامًا
خلال هذه العقود ، صنعت الإمارات نموذجًا عالميًا في التنمية المستدامة ، الريادة التكنولوجية ، والتنوع الاقتصادي. تحولت رمالها الذهبية إلى مدن عالمية ، مثل دبي وأبوظبي ، تنافس أكبر عواصم العالم. وضعت الإمارات بصمتها في الفضاء بإطلاق “مسبار الأمل” ، واحتلت مراكز ريادية في مجالات الطاقة المتجددة ، التعليم ، والرعاية الصحية.
الأهم من ذلك ، كانت الإمارات ولا تزال نموذجًا للتسامح والانفتاح ، حيث يتعايش أكثر من 200 جنسية على أرضها بسلام. هذه الروح الإنسانية هي التي جعلت الإمارات جسرًا يربط العالم ويجمع الثقافات.
قيم الاتحاد : الأساس المتين
القيم التي بُنيت عليها الدولة هي الأساس الذي مكّنها من تحقيق المستحيل. من العطاء بلا حدود ، إلى الإيمان بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية ، عملت القيادة الرشيدة بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ، وإخوانه حكام الإمارات ، على تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ معاني الفخر والانتماء.
مستقبل الإمارات : نحو المئوية
فيما تستعد الإمارات لمئويتها الأولى عام 2071 ، تتطلع الدولة إلى أن تكون من أفضل دول العالم في مختلف المجالات. الاستراتيجيات الحالية ، مثل الذكاء الاصطناعي ، والاستدامة ، والاقتصاد المعرفي ، تؤكد أن الإمارات لا تعرف حدودًا لطموحاتها.
لا يقتصر طموح الإمارات على الداخل فقط ، بل تسعى لنشر تجربتها الملهمة عالميًا. من خلال المساعدات الإنسانية ، ودعم الاستقرار الإقليمي ، والاستثمار في الشباب ، تسير الإمارات بخطى واثقة نحو عالم أكثر إشراقًا.
رسالة حب للوطن
كل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة يحمل في قلبه رسالة شكر للوطن الذي أعطاهم أكثر مما حلموا به. الإمارات ليست مجرد مكان؛ هي وطن لكل حلم وطموح. ومع كل علم يُرفع في هذا اليوم ، ومع كل أغنية وطنية تُغنى ، يزداد هذا الحب رسوخًا في القلوب.
في الختام ، نحتفل باليوم الوطني الثالث والخمسين ، ليس فقط لتذكر الماضي ، ولكن لنرسم المستقبل. الإمارات هي قصة إلهام وعزيمة ، وهي رسالة للعالم بأن الوحدة والابتكار هما الطريق نحو المجد. كل عام والإمارات بخير ، وكل عام ونحن أبناء هذا الوطن فخورون بانتمائنا له.
عاش علم الاتحاد خفاقًا في سماء الإنجازات ، وعاشت الإمارات وطنًا يضيء بنوره العالم.
د. خالد السلامي