رحلتي السريعة إلى القاهرة
بقلم : محمد بن العبد مسن
أحببت أن أشارككم تفاصيل رحلتي السريعة إلى القاهرة ، تلك المدينة العريقة التي طالما كانت حلمًا يراودني. إنها ليست مجرد مدينة ، بل هي نافذة على التاريخ والحضارات القديمة التي شكلت جزءًا من هوية العالم. من لحظة وصولي وحتى مغادرتي ، كانت التجربة مليئة بالمفاجآت والجمال.
الوصول إلى القاهرة
وصلت إلى القاهرة يوم السبت 18 فبراير، في الساعة السابعة مساءً ، على متن الطيران العُماني. كان يومًا لا يُنسى ، وشعرت بمزيج من الحماس والترقب لحظة هبوط الطائرة. عند مغادرتي المطار ، استقبلني سائق مصري بابتسامة ودودة ، مما أعطاني لمحة أولى عن كرم وحفاوة المصريين. توجهت إلى الفندق وأخذت قسطًا من الراحة ، متطلعًا لليوم التالي الذي كنت أترقب فيه زيارة الأهرامات.
زيارة الأهرامات
في صباح اليوم التالي ، بعد تناول الإفطار ، قررت أن تكون وجهتي الأولى هي أهرامات الجيزة ، تلك المعجزة التي طالما سمعت عنها. انطلقت بسيارة أجرة ، وكانت الرحلة مثيرة منذ البداية ، حيث قدم لي السائق نصيحة بالبدء بزيارة هرم خوفو. وعندما وقفت أمام هذا البناء العظيم ، شعرت بعظمة الحضارة التي أنجزته. كانت الصخور تتلألأ تحت أشعة الشمس ، والمشهد كان يأخذني في رحلة عبر الزمن إلى آلاف السنين الماضية. استمعت بانتباه للمرشد السياحي الذي قدم لي شرحًا ممتعًا عن تاريخ الفراعنة ، وقضيت ساعات ساحرة بين أرجاء الأهرامات.
التجول في القاهرة القديمة
بعد زيارة الأهرامات ، توجهت إلى القاهرة القديمة ، وتحديدًا في حوالي الساعة الواحدة ظهرًا. بعد صلاة الظهر ، بدأت جولتي في شوارعها الضيقة والمليئة بالحياة. زرت جامع الأزهر ، الذي يُعد واحدًا من أقدم وأهم الجامعات الإسلامية في العالم. المكان كان يعج بالطلاب والأجواء الروحية ، مما جعلني أشعر بالفخر لرؤية هذا التراث العظيم. بعد وقت طويل من التجول والتأمل في جمال المكان ، عدت إلى الفندق لتناول العشاء والاستعداد ليوم جديد.
سوق خان الخليلي
في صباح اليوم الثالث ، وبعد الإفطار ، توجهت إلى سوق خان الخليلي ، ذلك السوق الشهير بتنوعه وروعة معروضاته. كانت المتاجر مليئة بالسلع المختلفة؛ من الحرف اليدوية إلى التوابل والمجوهرات. استمتعت بالسير بين الأزقة الضيقة وتذوق الحلويات المصرية الشهيرة مثل الكنافة والبقلاوة. كان البائعون لطفاء للغاية ، وتبادلنا أطراف الحديث والضحكات ، مما أضاف نكهة خاصة لهذه التجربة.
جولة في نهر النيل
مع اقتراب المساء ، قررت أن أختتم يومي بجولة على نهر النيل. استأجرت قاربًا صغيرًا ، وجلست مستمتعًا بنسيم النيل العليل والأضواء المتلألئة التي كانت تزين ضفافه. كانت لحظات من السكينة والهدوء ، وكأنني أبحر في عالم آخر بعيد عن صخب المدينة.
اليوم الرابع : العودة إلى القاهرة القديمة
خصصت اليوم الرابع لاستكمال استكشاف معالم القاهرة القديمة. بدأت بزيارة جامع الأزهر مرة أخرى ، حيث استمتعت بالروحانية والأجواء التعليمية. ثم انتقلت للتجول في حي الحسين وسوق خان الخليلي ، حيث قضيت وقتًا في التسوق وشراء بعض الهدايا التذكارية للأصدقاء والعائلة.
يوم الفن والثقافة
في اليوم الخامس ، قررت أن أخصصه للفن والثقافة. بدأت بزيارة متحف الفن الإسلامي ، الذي يضم مجموعة رائعة من التحف الفنية الإسلامية. كانت التحف تروي قصصًا عن عظمة الفنون الإسلامية عبر العصور. بعد ذلك ، زرت دار الأوبرا المصرية ، حيث حضرت عرضًا فنيًا رائعًا. كان اليوم مليئًا بالجمال الثقافي الذي يعبر عن روح مصر الفنية والثقافية. كانت الأجواء في دار الأوبرا المصرية مدهشة ، وشعرت بالفخر وأنا أشاهد هذا التناغم بين الفنون المختلفة التي تروي تاريخ الأمة بأسلوب معاصر.
اليوم الأخير: الاسترخاء والتسوق
مع اقتراب نهاية رحلتي، خصصت اليوم الأخير للاسترخاء والتسوق. توجهت إلى أحد المنتجعات الصحية للاستمتاع بجلسة استجمام ، حيث شعرت بالانتعاش والراحة بعد أيام من التجول والاكتشاف. بعد ذلك ، توجهت إلى مركز “سيتي ستارز” التجاري الشهير للتسوق. اشتريت بعض الهدايا التذكارية لأصدقائي وعائلتي ، وتناولت وجبة خفيفة في أحد المطاعم المحلية. كان هذا اليوم مريحًا وأتاح لي فرصة التفكير في كل ما اختبرته خلال الرحلة.
ختام الرحلة
مع نهاية رحلتي ، أدركت أن القاهرة ليست مجرد مدينة؛ إنها تجربة مفعمة بالحياة والتاريخ والثقافة. عدت إلى وطني محملاً بالذكريات الرائعة والقصص التي سأرويها لأحبائي. تعلمت الكثير عن الحضارة المصرية القديمة واكتسبت احترامًا أكبر لهذا البلد العريق.
إذا كنت تفكر في زيارة القاهرة ، فلا تتردد. إنها مدينة تستحق الزيارة ، وستحمل معها ذكريات ستبقى في قلبك إلى الأبد. كانت رحلتي لا تُنسى ، وأتطلع للعودة مجددًا لاستكشاف المزيد من أسرارها وجمالها.