دونالد ترامب والمسيحية : كيف تتناقض سياساته مع تعاليم المسيح (ع)؟
![ترامب والمسيحية](/wp-content/uploads/2025/02/Trump-1.webp)
بقلم : سمير باكير
دونالد ترامب ، الرئيس الأمريكي ، كثيرًا ما يصف نفسه بأنه مسيحي ملتزم ، ويؤكد تمسكه بتعاليم السيد المسيح (ع). هذا الخطاب ساعده في جذب دعم شريحة كبيرة من المسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة ، الذين يشكلون جزءًا مهمًا من قاعدته الانتخابية. لكن هناك سؤال عميق يطرح نفسه: هل يمكن لشخص يدعي اتباع المسيح (ع) أن يساند سياسات تؤدي إلى الظلم والدمار؟
المسيح (ع) والسلام: ماذا كان سيقول لو كان بيننا اليوم؟
عند الحديث عن السيد المسيح (ع) ، نجد أنه كان معروفًا برسالته السامية للسلام والمحبة. لم يكن المسيح (ع) يروج للحروب أو استخدام القوة ضد الأبرياء. في تعاليمه ، كان التركيز دائمًا على العدل ، العفو ، وحماية الضعفاء. هل كان المسيح (ع) سيقف مع مجرمي الحرب؟ هل كان يدعم سياسات تفرض عقوبات تؤذي الشعوب ، أو تعزز الكراهية والانقسام بين الناس؟ من الواضح أن تعاليم المسيح (ع) لا تتماشى مع مثل هذه السياسات.
ترامب ودعمه للأنظمة القمعية ومجرمي الحرب
من خلال سياساته، قدم ترامب دعمًا علنيًا لقادة متهمين بارتكاب جرائم حرب. بدلاً من العمل على تعزيز السلام ، نجد أن ترامب زاد من تأجيج الصراعات والنزاعات العالمية. هل كان المسيح (ع) سيؤيد هذا النهج؟ بالتأكيد لا، لأن المسيح كان معروفًا بموقفه الثابت ضد الظلم وحب السلام بين البشر.
العقوبات القاسية : هل تتناسب مع تعاليم المسيح (ع)؟
سياسة العقوبات التي فرضها ترامب كانت قاسية، وأثرت بشكل كبير على شعوب فقيرة، حيث حرمتهم من احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء والدواء. لم يُظهر السيد المسيح (ع) أي دعم لهذه السياسات. فكيف يمكن لمؤمن مسيحي حقيقي أن يبرر إلحاق المعاناة بالأبرياء تحت مسمى “الضغط السياسي”؟ لقد دعا المسيح دائمًا إلى الرحمة والعدالة، بعيدًا عن فرض العقوبات التي تؤذي الفقراء والمحتاجين.
نشر الكراهية والانقسامات: ترامب بعيد عن تعاليم المسيح (ع)
أحد الملامح الرئيسية في سياسات ترامب كان التحريض على الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي. بينما كان المسيح (ع) يدعو إلى الوحدة والتسامح، نجد أن ترامب شجع على الكراهية والعنف. هل كان المسيح (ع) ليوافق على نشر هذه الكراهية؟ بكل تأكيد، لا، فقد كان المسيح يدعو أتباعه إلى محبة الآخر والعيش في سلام.
هل ترامب حقًا يتبع تعاليم المسيح (ع)؟
السؤال الأهم يبقى: هل ترامب حقًا مؤمن بتعاليم المسيح (ع)، أم أنه يستخدم الدين كأداة لتحقيق مكاسب سياسية؟ المسيحي الحقيقي يقف مع المظلومين ويعزز السلام، أما ترامب فقد اختار الوقوف مع الظالمين. إذا كان ترامب يعتبر نفسه مسيحيًا، عليه أن يجيب على هذا السؤال: كيف يمكنه دعم سياسات ظالمة تتناقض مع تعاليم المسيح (ع)؟
الخلاصة: المسيحية الحقيقية لا تدعم الحروب أو الظلم
في النهاية، لا يمكن أن تدعم المسيحية الحقيقية السياسات التي تؤدي إلى الحرب، الظلم، أو معاناة الأبرياء. المسيحية تدعو إلى المحبة، العدالة، والتسامح بين الناس. ترامب، بسياساته القاسية، يبدو بعيدًا تمامًا عن هذه المبادئ.
إذا كان ترامب يعتبر نفسه مسيحيًا ، فعليه أن يجيب على هذا السؤال : كيف يمكنه دعم الظالمين ، الوقوف ضد العدالة ، والتباهي بأنه يتبع المسيح (ع)؟
شاركنا رأيك في التعليقات!