تفجيرات أجهزة “البيجر” في لبنان .. هل هى نتاج تخطيط من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل؟
بقلم : د. جمالات عبد الرحيم
تكنولوجيا الاتصالات الحديثة ، وخاصة أجهزة البيجر (Pager) لعبت دورًا مهمًا في تسهيل الاتصال بين الأفراد ، ليس فقط في الحياة اليومية ، ولكن أيضًا في مجالات حساسة مثل السياسة والأمن. في العقدين الماضيين ، وقد برزت العديد من المخاوف حول استخدام تلك الأجهزة كأدوات للتجسس والمراقبة ، خصوصًا عندما نتحدث عن شخصيات بارزة مثل قادة حزب الله. وهل ماحدث يُعتبر نتاج تخطيط من قبل القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وإسرائيل؟ لنستعرض هذا الموضوع من عدة زوايا.
تكنولوجيا البيجر ودورها
تعتبر أجهزة البيجر من وسائل الاتصال القديمة نسبيًا ، لكنها لا تزال مستخدمة في بعض المجالات. وتعتمد فكرة البيجر على استقبال الرسائل النصية القصيرة ، مما يسمح بإرسال المعلومات بسرعة وفعالية. ولكن ، بالرغم من كونها وسيلة اتصال آمنة نسبيًا ، إلا أن هناك تساؤلات تتعلق بالقدرة على اعتراض هذه الرسائل والتجسس عليها.
استخدام البيجر من قبل قادة حزب الله
يستخدم قادة حزب الله البيجر لأغراض متعددة ، من التنسيق العسكري إلى المناقشات السياسية. ولأن الحزب يعتمد بشكل كبير على السرية في عملياته ، فإن أي تهديد لتلك السرية قد ينعكس سلبًا على استراتيجياتهم. وبالتالي ، فإن استخدام أجهزة البيجر يجعلهم عرضة لمخاطر التجسس ، خصوصًا إذا كانت الأجهزة غير محمية بشكل كافٍ.
دور الولايات المتحدة وإسرائيل
من المعروف أن الولايات المتحدة وإسرائيل تتحكمان في العديد من أدوات التكنولوجيا الحديثة ، مما يعطيهما قدرة على مراقبة الاتصالات في مناطق النزاع. وتستثمر هذه الدول موارد ضخمة في التكنولوجيا الاستخباراتية ، مما يشير إلى إمكانية وجود تخطيط مسبق للتجسس على حزب الله.
طرق التجسس المحتملة
تتعدد طرق التجسس على أجهزة البيجر ، ومنها :
- التنصت على الإشارات : نظراً لطبيعة الاتصال اللاسلكي ، يمكن اعتراض الرسائل الصادرة والواردة.
- استخدام البرمجيات الخبيثة : تستهدف هذه البرمجيات أجهزة معينة وتسمح بالوصول إلى المعلومات السرية.
- توجيه المعلومات : يمكن أن تتم عمليات توجيه المعلومات عبر اختراق الشبكات السلكية واللاسلكية.
استنتاجات
وفي عالم تتزايد فيه التهديدات الأمنية ، لا يمكن تجاهل إمكانية وجود مخططات أمريكية وإسرائيلية للتجسس على قادة حزب الله عبر أجهزة البيجر. تكنولوجيا الاتصالات ، رغم فائدتها ، ويمكن أن تتحول إلى سلاح بيد الدول القوية تستخدمها لتحقيق أغراض سياسية وعسكرية. وبالتالي ، يجب على الأطراف المعنية التفكير مليًا في الأمان والسرية عند استخدام هذه الأجهزة لحماية معلوماتهم من التهديدات المحتملة.
خاتمة
إن التجسس على قادة حزب الله من خلال أجهزة البيجر يعكس التحديات المستمرة التي تواجهها قوى المقاومة في عالم مليء بالصراعات السياسية والأمنية. ويبقى السؤال مطروحًا حول كيفية تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة هذه التهديدات وحماية المعلومات الحساسة في زمن تتسارع فيه التغيرات التكنولوجية بشكل غير مسبوق.
ولماذا أمريكا تدعم إسرائيل بكل قوتها الحربية والتكنولوجية ليس من أجل السلام في الشرق الأوسط بل لقتل البشر والتجسس عليهم بشكل أو بآخر.
د. جمالات عبد الرحيم : (خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).