آراء

تداعيات ما بعد وقف الحرب على غزة : قراءة في هزيمة إسرائيل ونجاح حماس

بقلم: حسن الخباز

Advertisement

أكدت الوقائع الميدانية والاعترافات الرسمية من الجانب الإسرائيلي أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أي من الأهداف التي وضعتها نصب أعينها قبل إعلان الحرب على غزة. وقد تجلى هذا الفشل في استقالة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ، الذي أعلن صراحة عجزه عن مواجهة حركة حماس ، وهو ما يمهد الطريق لمزيد من التغييرات الجذرية في المشهد السياسي والعسكري الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة.

تداعيات داخلية في إسرائيل

Advertisement

يتوقع أن تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية استقالات أخرى على مستوى القيادات العليا ، لا سيما في ظل الضغوط المتزايدة على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ، الذي حاول إطالة أمد الحرب لتجنب مواجهة محاكمته. إلا أن الأحداث الأخيرة عجلت بمسار العدالة ، مما يجعله أمام خيارات محدودة قد تفضي إلى محاسبته على المستويين السياسي والقانوني.

فشل عسكري رغم التفوق التكنولوجي

على الرغم من الدعم العسكري والاستخباراتي الهائل الذي حصلت عليه إسرائيل من حلفائها ، فإنها لم تتمكن من تحقيق انتصار حاسم على حركة حماس المحاصرة ، والتي واجهت هذا العدوان بأسلحة محلية الصنع ووسائل دفاعية متواضعة. ويعزو العديد من المحللين الاستراتيجيين نجاح حماس إلى صمودها وإيمانها بعدالة قضيتها ، وهو ما أكسبها التفافاً شعبياً كبيراً.

تغيرات في المشهد الإقليمي

من جهة أخرى ، تشير التحليلات إلى أن هذه الحرب ستدفع إسرائيل إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الأمنية والعسكرية في المستقبل. فالتطورات الأخيرة أظهرت أن الحلول العسكرية لم تعد مجدية أمام حركات المقاومة التي تعتمد تكتيكات غير تقليدية وتتمتع بمرونة عالية في التعامل مع الضغوط الميدانية.

أما على المستوى العربي، فقد كشفت الحرب عن تباين واضح في المواقف بين الشعوب والحكومات. فبينما عبرت الشعوب العربية عن دعمها المطلق للقضية الفلسطينية ، شهدنا مواقف متباينة من بعض الحكومات التي سعت للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية.

المكاسب السياسية لحركة حماس

استطاعت حركة حماس أن تحقق مكاسب سياسية ملموسة على المستويين المحلي والدولي، حيث عززت من مكانتها كطرف رئيسي في المعادلة الإقليمية ، وأثبتت قدرتها على فرض شروطها في أي تسويات مستقبلية. كما أن الحرب الأخيرة أظهرت وحدة الصف الفلسطيني في مواجهة العدوان ، ما قد يمهد الطريق لمصالحة وطنية أكثر تماسكاً.

خلاصة واستشراف المستقبل

إن وقف الحرب على غزة لا يعني نهاية الصراع ، بل يمثل بداية لمرحلة جديدة ستشهد تغيرات استراتيجية في المشهد السياسي والعسكري ، سواء داخل إسرائيل أو على مستوى المنطقة ككل. ويبقى الأهم هو قدرة الفلسطينيين على استثمار هذه النتائج لصالح تحقيق تطلعاتهم الوطنية.

ختاماً ، يبقى الشعب الفلسطيني مثالاً للصمود والتحدي ، حيث يحتفل أهل غزة بانتصارهم رغم الدمار الذي خلفته الحرب ، مؤكدين أن الإرادة الصلبة يمكنها التغلب على أقوى الجيوش.

حسن الخباز : مدير جريدة “الجريدة بوان كوم”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى