تجارب للتغيير في اعلامنا الرياضي
كتب : زيد السربل – الكويت
لم يتسنى لنا حضور ملتقى الاعلام الرياضي الذي نظمه بكل نجاح النادي الدولي للاعلام الرياضي في القاهرة خلال الاسبوع الماضي ، لكنني حرصت على متابعته أولاً بأول عبر هدير الرسائل الالكترونية التي تصلني يوميا من الزميل الفاضل والاعلامي الأردني المرموق صالح الراشد وماينشره الزملاء سواء الذين سنحت لهم الفرصة للنهل من هذا التجمع الاعلامي الفريد والمتميز شكلاً ومضموناً ، أو ممن تواصلوا به عن بعد وأدلوا بدلوهم عن تفاصيله الكثيرة سواء في قروب قامات الإعلام الرياضي العربي أو عبر مواقعهم الخاصة أو في منابر إعلامية أخرى …
كان الجميع حلقة وصل ومرآة عاكسة لنقل ماحدث في أروقة ودهاليز هذا الملتقى الناجح بالصوت والكلمة والصورة بمهنية واحترافيه عالية الجودة وهو ما يؤكد لمعشر المهتمين حقائق كثيرة وعديدة ، أولها أن مبدأ التغيير للأفضل يعد سلوكا حضاريا ومطلباً يجب تطبيقه واتباعه وأن تتكسر وتتحطم امام هذا المبدأ كافة الحواجز والقيود التقليدية … ومن المفترض والواجب تجاوز القوانين الجامدة بالخروج عن المألوف من خلال افساح المجال لكل أصحاب الأفكار والمبادرات الجديدة التي تواكب وتتماشى مع روح وتقنيات ومستجدات العصر الحديث وأن تستثمر الكفاءات والطاقات البشرية المبدعة بدلا من تحييدها أو اقصاءها بوضع قوانين ليست مرنه وتفصل طبقا لقياسات معينة ومحددة أو قوانين رسميه جامدة يتحكم فيها فرد أو مجموعة أفراد وتحجب عن آخرين …
وقد ظهر هذا السلوك وبرزت ملامحه جليا في الملتقى الذي نظمه هذا النادي الحديث تمثل بعدد الحضور الاعلامي الملفت للنظر ، والذي تجاوز عدده المئات وفتح الباب على مصراعيه لكل من يرغب دون قيد أو شرط وابتعاده عن الاحتكار والتمييز ناهيك عن الطرح الفكري الثري للغاية وبعناوين مفيدة وموفقة ليكون النجاح حليفاً له سواء بالتوقيت والموعد المناسب أو في الادارة التي نجحت بدرجة امتياز …
لقد اصبح عالم الاعلام الرياضي العربي أمام تجربة جديدة ونقله نوعيه متميزة جاءت في مرحله تتطلب التحرك لما هو في صالح هذه المهنة الحرة ليبدأ معها قطار التنافس وينطلق في هذا المجال ان كان في المؤسسات والتنظيمات الاعلامية في القطاع الحكومي أو في القطاع الخاص أو بالتعاون بينهما معا …. وخطوة الالف ميل دائما تبدأ بأول خطوة والنادي الدولي للاعلام الرياضي هو أول من خطى وسار بالخطوة الاولى وفي الاتجاه الصحيح …
ومحيطنا العربي يزخر بآلاف مؤلفه من الاعلاميين في هذا المجال فليكن المسار بنهج ورؤيا واحد نحو التطوير بدلا من محلك سر أو التراجع للوراء والخلف … والفرص كثيره ومتاحة بمقومات متوفرة الى حد كبير لكنها بحاجة الى التوجيه الصحيح ليس الا … ولعل هذه التجارب والأفكار الجديدة والهادفة في مجال الاعلام الرياضي تتجدد وتتنوع وتأتي من كل حدب وصوب عربي لتجد سبيلها وتصبح شعارنا في الحاضر والمستقبل القريب…. ولنا شخصيا تجربة متواضعة تمثلت في مبادرة ( نبض المونديال ) انطلقت في عام ٢٠٢٠ لمواكبة مونديال قطر ٢٠٢٢ وحالفها النجاح وذاع صيتها وأصبحت نموذجا ومثالا يحتذى به ولازلت قائمة ومستمرة بمشاركة نخبة من الاعلاميين العرب بلغ عددهم حوالي ٢٥٠ اعلامي رياضي … والآمال والتطلعات كبيرة وعريضة بأن تستمر مثل هذه التجارب النبيلة لخدمة الاعلام الرياضي العربي والارتقاء به الى أعلى المستويات بتكاتف وتضامن عربي.