بين الأرقام القياسية والتأثير الحاسم .. صلاح يكتب التاريخ من جديد

بقلم : م. محمد عمارة
منذ انطلاق الموسم ، برزت ملامح جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي الممتاز بشكل واضح ، حيث استحوذ محمد صلاح على الأضواء ليس فقط كنجم لفريقه ليفربول ، بل كنجم الدوري بأكمله. الأرقام وحدها تكفي للتأكيد على تفوقه: فهو الأكثر تسجيلًا للأهداف ، الأكثر صناعةً للفرص ، وصاحب التأثير الأبرز في مجريات المباريات.
لكن ما يميز صلاح هذا الموسم لم يكن مجرد تسجيل الأهداف أو تمرير الكرات الحاسمة ، بل كان حضوره الطاغي في كل المواجهات الكبرى ، حيث تميز بتفوقه المستمر على الدفاعات الصلبة والخصوم العنيدين.
ورغم بروز أسماء أخرى خلال الموسم ، مثل المهاجم السويدي ألكسندر إيزاك الذي قدّم أداءً لافتًا مع نيوكاسل وسجل أهدافًا حاسمة ، والنيوزيلندي كريس وود الذي أثبت أن الخبرة لا تزال قادرة على صنع الفارق رغم تقدمه في العمر ، إلا أن أياً منهم لم يصل إلى حجم التأثير الذي أحدثه صلاح.
وفي أرسنال ، تحمل ديكلان رايس عبء خط الوسط وكان ركيزة أساسية في سباقهم على اللقب ، بينما استعاد فيرجيل فان دايك بعضًا من بريقه السابق ، مانحًا دفاع ليفربول استقرارًا افتقده الفريق لفترة.
ومع ذلك، يبقى محمد صلاح اللاعب الأكثر تأثيرًا على الإطلاق هذا الموسم. لقد حمل فريقه على كتفيه طوال معظم فترات الموسم ، وكان مصدر الإلهام الأول للجماهير في كل مباراة. صحيح أن مستواه شهد تراجعًا طفيفًا في المراحل الأخيرة ، لكنه كان قد أسهم بشكل مباشر في وضع ليفربول ضمن المراكز الأربعة الأولى.
أما على صعيد الأرقام القياسية ، فقد واصل صلاح تحطيم الأرقام التي صمدت لعقود. بعضها يعود إلى 10 سنوات ، وبعضها الآخر إلى 30 و40 عامًا ، ليؤكد أن ما يقدمه النجم المصري يتجاوز حدود الأداء الموسمي إلى كتابة تاريخ جديد.
ورغم أن فرص صلاح في الفوز بالكرة الذهبية قد تكون محدودة وسط المنافسة العالمية الشرسة ، فإن مكانته بين أساطير اللعبة باتت مؤكدة. لقد أصبح أحد أبرز رموز كرة القدم في العصر الحديث ، ليس فقط بفضل أهدافه وتمريراته الحاسمة ، بل بفضل شخصيته الاستثنائية وقدرته على الحفاظ على مستواه الرفيع موسمًا تلو الآخر.