آراء

اهتمام العالم بمنظمة الطيران المدني الدولي “الإيكاو”

بقلم : د. حيدر بن عبدالرضا اللواتي

Advertisement

تهتم دول العالم بأنشطة وفعاليات منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، إحدى أهم منظمات الأمم المتحدة في مجال الطيران والسلامة الجوية. وتعقد المنظمة جمعيتها العامة كل 3 سنوات. وهذه الأيام تعقد المنظمة دورتها الثانية والأربعين لجمعية الإيكاو في مونتريال بكندا، خلال الفترة من 23 سبتمبر الجاري وحتى 3 أكتوبر المُقبل، بحضور ممثلين عن سلطنة عُمان ودول أخرى، بهدف تعزيز التعاون في مجال الطيران المدني، وتوسيع حقوق تشغيل شركات الطيران الوطنية، وحماية الطيران الدولي من المخاطر.

ومن هذا المنطلق، تسعى الدول وهيئات الطيران إلى حضور اجتماعات (الإيكاو) نظرًا لكثرة الرحلات الجوية التي تُشغّلها. ومن بين هذه الحكومات هيئة الطيران بتايوان، إحدى المؤسسات التي أنهت عضويتها في الأمم المتحدة لصالح جمهورية الصين الشعبية عام 1971. ويعود ذلك إلى حجم طيرانها المدني الكبير في منطقة معلومات الطيران المزدحمة بالرحلات الجوية التي تعمل بينها وبين تايوان وهونغ كونغ، وكذلك بين العديد من المدن الصينية والآسيوية الأخرى. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية؛ بدءًا من عام 2013، دُعيت تايوان لحضور جمعية منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) كضيف خاص، لكنها مُنعت لاحقًا. ودفع هذا الأمر وزير النقل التايواني تشن شي كاي إلى كتابة مقال مُطوَّل حول هذه المسألة، داعيًا المجتمع الدولي إلى دعم مشاركة تايوان في منظمة الطيران المدني الدولي، بالتزامن مع انطلاق اجتماعات (الإيكاو) السنوية في مونتريال قبل أيام.

Advertisement

مطارات تايبيه مكتظة بالطائرات القادمة والمغادرة من وإلى مختلف أنحاء العالم، شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا. فيما تُسيّر بعض شركات الطيران الخليجية رحلات جوية إلى مطار تايبيه الدولي، بما في ذلك الاتحاد للطيران والطيران القطرية والإماراتية، وغيرها من الشركات الأخرى. كما تسعى تايوان إلى إنشاء خط جوي بين مسقط وتايبيه في المستقبل لتسهيل وصول رجال الأعمال والمستثمرين والتجار والعارضين لحضور الفعاليات التجارية والصناعية في المعارض الدولية التي تُقام بين هاتين المدينتين كل عام، فيما يواصل اقتصاد تايوان نموه السنوي، مما يجعله واحدًا من أكبر مُصدري المنتجات التكنولوجية المتنوعة والسلع والخدمات إلى العالم.

وتشير البيانات إلى أن مطار تايوان الدولي بتايبيه استقبل ما يقارب 45.28 مليون مسافر في عام 2024 على متن رحلات جوية متعددة، بإجمالي 247918 رحلة مغادرة ووصول. ويدعم بعض المسؤولين الدوليين من الدول الأعضاء. ومن هذا المنطلق فإنَّ حضور تايوان كضيف شرف في اجتماعات الجمعية العامة لمنظمة الطيران المدني الدولي أصبح مهمًا في رأي شون دافي وزير النقل الأمريكي؛ حيث يتطلب عدم استبعادها من حضور الاجتماعات كضيف خاص. وهناك ممثلون آخرون يتحدثون عن أهمية حضور تايوان نظرًا لضخامة الحركة الجوية لديها في المنطقة الآسيوية؛ حيث تقع تايوان على طريق جوي رئيسي بين آسيا والمحيط الهادئ وتزداد الرحلات الجوية لديها؛ سواء تلك المتجهة إلى الصين الشعبية أو هونغ كونغ أو الدول الاوروبية والاسيوية الأخرى.

إنَّ منظمة الطيران المدني الدولي تهدف إلى العمل على سلامة وأمن الحركة الجوية وتقديم الخدمات المتعلقة بهذه القضايا المهمة؛ باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من شبكة الطيران العالمية. وفي الوقت نفسه، تؤكد تايوان جهودها المتواصلة لتعزيز الامتثال للوائح منظمة الطيران المدني الدولي ذات الصلة، وتحسين سلامة الطيران، وتعزيز التعاون الدولي، وتعميق التبادل المهني. وهذا يتطلب من المجتمع الدولي الاعتراف بمكانة تايوان المُهمة في شبكة الطيران العالمية. كما أن العلاقات الاقتصادية بين تايوان وجمهورية الصين الشعبية وهونغ كونغ تتميز بقوتها في مجالات الطيران وغيرها من القطاعات الأخرى؛ مما يُسهم في زيادة الطلب على رحلات رجال الأعمال، بالإضافة إلى الرحلات العائلية والسياحية والترانزيت سنويًا. وقد أصبحت هذه المناطق مراكز إقليمية رئيسية للنقل الجوي على مدار العقود الماضية، وترتبط ببعضها البعض بشبكة رحلات جوية واسعة، مما يجعلها نقاط عبور مهمة في آسيا.

وتُعِد الجمعية العامة الـ42 لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) خطتها الاستراتيجية طويلة الأجل “سماء آمنة، مستقبل مستدام”، والتزامها بالعمل مع جميع الجهات المعنية – بما في ذلك الدول الأعضاء والدول غير الأعضاء والمنظمات غير الحكومية والشركات الخاصة – لبناء نظام طيران دولي أكثر مرونة واستدامة وشمولية. ويتطلب ذلك وجود مُنظمات طيران ذات قدرات طيران كبيرة، مثل تايوان، لضمان تلبية احتياجات سلامة الطيران والتنمية الإقليمية، وبالتالي تحقيق سماء آمنة لمستقبل مستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى