آراء

النقد البنّاء.. من النظرية إلى التطبيق

بقلم: حمزة بن علي عيدروس

Advertisement

يُعرَّف النَّقد البنّاء بأنه عملية تهدف إلى تقديم آراء صحيحة وموضوعية، ويُفترض أن يكون في المؤسسات أداة فاعلة ووسيلة أساسية للارتقاء بمعايير الأداء والمحافظة عليها.

غير أن هناك دائماً فجوة بين النظرية والتطبيق؛ فنحن نخطط ونرسم التصورات، لكننا لا نملك دائماً القدرة على إنزالها إلى أرض الواقع. وكما يُقال: الأحلام لا تكلّف شيئاً، أما التنفيذ فيكشف التحديات والعقبات التي قد تحول دون تحقيق ما رسمناه من أهداف. ومن الطبيعي أن يتسع الفارق أحياناً بين ما نطمح إليه وما ننجزه بالفعل.

Advertisement

وفي بعض الحالات، لا يتوقف التنفيذ بسبب العجز، بل قد يكون نتيجة تغيّر في الرأي، أو لاختلاف وجهات النظر داخل فريق العمل، أو لأسباب أخرى عديدة. وهنا يصبح النقد أمراً مشروعاً بل وضرورياً.

إن النقد حاجة إنسانية ومجتمعية، سواء وُجّه للأفراد أو المؤسسات. لكن لا بد أن يكون محكوماً بالأخلاق، بحيث لا ينال من كرامة الإنسان أو مظهره تحت ذريعة النقد، فالمقصود هو السلوك لا الأشخاص. كما ينبغي أن يُقدَّم النقد بإنصاف، بعيداً عن التعميم أو الانفعال، فالنقد الذي يقوم على الشتم والسباب لا يُعتد به ولا يُؤخذ بصاحبه.

والنقد البنّاء لا يقتصر على إبراز جوانب القصور، بل يسلّط الضوء أولاً على مواطن القوة والإنجاز، ثم يتناول مواضع الضعف بهدف الإصلاح والتقويم.

وخلاصة القول: إن النقد ليس عملية تفتيش عن العيوب، بل هو وسيلة للتصحيح وإعادة التقييم بما يخدم التطوير والنهوض.

النقد
حمزة بن علي عيدروس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى