د. محمد الندابي

سلطنة عُمان
آراء

النفس الهو .. والنفس الأنا

بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي

Advertisement

إن النفس الهو .. هي النفس اللاواعية ، فيطلق عليها النفس الهو ، وبمعنى آخر أنها تلك النفس المتحدثة من الداخل ، والتي تخاطبك وتحاورك وترسم لك خطط اليوم واللحظة قبل تنفيذ أي شيء ، وتأخذك في الخيال العميق حينا وتنقلك للماضي أو للمستقبل حينا آخر.

وأن تنفيذ أي عمل أو مقال إنما هو ناتج عن كميات التحاور والحسابات والترتيبات الداخلية للهو ، كما يقاس حجم الطاقة والانفعال وحجم الجاهزية ومقدار الاستعداد لديك بكمية الضجيج الداخلى للهو اللاواعي ، وحينما يشتد النزاع بينك وبين النفس الهو في حديث إنفعالي داخلي لدرجة خروج الكلام جهراً بحيث تتحدث بصوت مسموع مع نفسك دون أن يكون معك أحد يطلق عليك شخص مونولوجست أي حديث النفس أو شخص يتحدث مع نفسه ويتميز بهذه الصفة الأشخاص الأكثر ذكاء ، ذلك لأنه كلما كانت الثورات الداخلية ملتهبة في حديث صاخب مع الداخل النفسي لديك كلما كانت نسبة الحسابات والخطط للتنفيذ والعطاء أكبر.

Advertisement

أما النفس الأنا .. فهي تلك النفس التي تكرس غريزتها في إشباع ذاتها ، وتحاول أن تجذب حولها أكبر قدر من المتكافلون اللذين يساندون غريزة حبها للبقاء ، والتشبث بما يخدم تمكنها من قضاء حوائجها الذاتية الملحة ، وتعمل لكبح ما يعترض غريزتها لتسهيل أهداف تمكنها من إشباع ملذاتها.

والنفس الأنا هي التي يتصف بها أغلب الناس أو العموم من الناس حيث سننتقل في الحوار القادم حول النفس المتصفة بالأنا العليا والنفس الأنتولوجيا ، وهو من المحاور الهادفة لاخراج الانسان من عبودية غريزية متأصلة إلى حرية شخصية وكسر قيود الانذواء والتقوقع ، وإلى ذلك الحين ألقاكم على خير ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى