النفس الأنتولوجيا ودورها في خدمة المجتمع
بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي
لله الحمد فقد تم في المقالين الفائتين استعراض ملحمة النفس الهو مع النفس الأنا وملحمة الأنا العليا ، وتذكيرا لذلك فعندما كان الهو هو القبطان الموجه لما نقوم به من أعمال وأقوال وأن كمية الضجيج داخل تلك النفس الهو يقاس بمقدار شدة الانفعالات التي تترجمها تصرفاتك من أقوال وأفعال على أرض الواقع كان الحكم عليك بمقدار كمية الذكاء والنضج والخبرة التي تمتلكها.
وعندما وصلنا إلى الحديث عن النفس الأنتولوجيا وتعني العالم الخارجي المتطور ذكرنا بأن أصحاب هذه النفوس هم الفئة القليلة في المجتمعات ، وغالبا ما يتم تهميش أعمالهم أو كبت وتعتيم قدراتهم من قبل القابعون في منزلة الأنا العليا ، إنما فلابد من أن الانتولوجيون يدركون ذلك ولابد أيضا أنهم سيتجهون إلى الغلبة والنصر نتيجة لحجم نسبة الذكاء لديهم ، من هنا وقبل أن ننغمس أكثر في الحديث الهادف لدفع الإنسان إلى الاستفادة من هذه القضية في محيطه السلوكي مثلا ، أو تغيير واقعه العلمي والعملي فإنني أود أن أشير إلى أنني في مقالاتي هذه من بدايتها وأنا فقط أتحدث عن جانب أو زاوية واحدة من جوانب وزوايا حقيقة النفس الهو والأنا والأنا العليا والأنتولوجيا ، ذلك لأن هذه الأنفس لها ما لها من مدخلات مختلفة ومخرجات مثل الصراع النفسي البقائي والوجودي كذلك صراع الهيمنة صراع المعرفة الخ … والكثير مما يختبئ خلف هذه النفوس من الطموح الغريزي البشري .
وعودة لموضوع الأنتولوجيا وهو لب حديثنا وشجن سهرتنا وبهجة مجلسنا ، فان العالم الخارجي المتطور لديك هو مقدار مخرجاتك الابداعية التي تفيد دفع عجلة المجتمع للتقدم نحو التطور العلمي والهندسي والصحي والثقافي والمالي والأمني ، فإن كان الانتولوجيون قد قرروا حتما ترك رغبات غرائز الأنا بشقيها ، فلابد من ترجمة ذلك في سبيل خدمة الوطن والمجتمع ، فلا وطن بلا علم أو هندسة أو صحة أو ثقافة أو مال أو أمن ، إن هذه هي الركائز التي يقوم على أساسها بنيان المجتمع المدني المتحضر ، ومن هنا وجب على أصحاب القرار إفساح المجال وطمس نزعات الأنا تحت أقدامهم لتهيئة الظروف المناسبة وخلق المناخ الذي يتمكن من خلاله المبدعون الانتولوجيون من تحقيق تلك الامنيات والركائز أو الدعائم المبني عليها مجتمعات الدول والشعوب ، وأن التفاصيل التي يود السائل معرفتها أكثر والغوص أعمق في مفرداتها ، وحتى يرتوي من فوائدها عندما يعانق التغيير الجذري لعيش حياة كريمة هانئة ملموسة على واقع يومياته ، وينعم بها من النواحي النفسية والأسرية والعملية كان لابد له أن يقرأ المقال التالي ، وإلى ذلك الحين أراكم على خير.
د. محمد بن صالح بن علي الندابي
متخصص علم نفس اجتماع
dr.mohammed6406@gmail.com