آراء

النظام الفرنسي .. ولعبة القط والفأر في لبنان

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement

تعتبر العلاقات بين القوى الكبرى في العالم معقدة وتعتمد بشكل كبير على المصالح الإستراتيجية والاقتصادية ، ولذلك نجد أن فرنسا وأمريكا لهما تاريخ طويل من التعاون والدعم لبعضهما في عدة قضايا ، بما في ذلك القضية الفلسطينية. ويتساءل الكثيرون عن دور فرنسا في دعم الاحتلال الصهيوني وخصوصًا في ضوء الأحداث الأخيرة في غزة ولبنان.

ففي السنوات الأخيرة ، شهدت المنطقة تصاعداً في التوترات بين إسرائيل وحركات المقاومة ، مثل حزب الله في لبنان من جهة ، ومن جهة أخرى تسهم القوى الغربية، بما في ذلك فرنسا ، في تقديم دعم سياسي وعسكري لإسرائيل ، مما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية في تلك المناطق. هذا التعاون يُعتبر في نظر الكثيرين دعمًا للاحتلال ، ويجعل من فرنسا شريكًا في هذه السياسات.

Advertisement

وعلى الرغم من التصريحات التي قد تصدر من المسؤولين الفرنسيين ، مثل الرئيس إيمانويل ماكرون ، التي تدعو إلى دعم لبنان واستقراره ، يظل السؤال مطروحًا : كيف يمكن الوثوق في دعم يأتي من نظام متورط بشكل واضح في سياسات تؤذي الشعوب العربية؟ قد يرى البعض في هذه التصريحات مجرد محاولات لتجميل الصورة ، في حين أن السياسات الحقيقية قد تتناقض مع هذه الأحاديث.

FrancaGamalat2

الحديث عن “القاتل” الذي يعد بـ”مد المقتول” هو عبارة تُلخص مشاعر الإحباط والرفض من قبل الكثيرين تجاه الدعم الخارجي الذي يأتي في سياقات تُعتبر زائفة أو مضللة. كيف يمكن للجيش اللبناني أن يثق في وعود دعم تأتي من طرف يمارس أعمالًا تتعارض مع حقوق الإنسان؟ هذا التساؤل يعكس واقع الشك والارتياب السائد في الشارع العربي.

من جهة أخرى ، نرى أن التاريخ يُظهر أن الدول العربية لم تستفد من التجارب السابقة ، حيث تكررت الأخطاء في التقديرات السياسية والدبلوماسية ، مما أدى إلى تفاقم الأزمات. لذا فإنه من المهم التفكير بعمق في الدروس التي يمكن أن تُستخلص من هذه الأزمات ، بما في ذلك أهمية الوحدة العربية والتعاون بين الدول العربية في مواجهة التحديات المشتركة.

ولماذا سياسة النظام الفرنسي سيئة للغاية ولم يتخلوا عن الأخطاء التاريخية القديمة التي أسأوا بها لسمعة فرنسا مع العرب ، وأزمات عديدة هددوا بها الثوار والمناضلين.

في نهاية المطاف ، يبقى السؤال مفتوحًا حول قدرة الشعوب العربية على التحرك بشكل موحد ، والتعلم من أخطاء الماضي ، واستثمار مواردها البشرية والطبيعية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.

د.جمالات عبد الرحيم :(خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى