آراء

الملحق الثقافي السعودي: اليوم الوطني العُماني مناسبة خالدة تجسد حكمة الدولة ومكانتها الحضارية

كتب: يحيى بن سعيد آل داوود

Advertisement

يسرّني، وأنا أتشرف بخدمة وطني ملحقًا ثقافيًا للمملكة العربية السعودية في سلطنة عُمان الشقيقة، أن أعبّر عن بالغ سعادتي واعتزازي بمشاركة الشعب العُماني العزيز احتفالاته بالذكرى الخالدة لليوم الوطني لسلطنة عُمان.

تحمل هذه المناسبة الوطنية العزيزة معاني الفخر بتاريخٍ تليد سطّرته عُمان عبر مسيرتها الحضارية، ورسّخت خلاله نموذجًا للدولة الحكيمة المتوازنة في خياراتها، الثابتة في مبادئها، والمنفتحة على العالم بما يعكس إرثًا عريقًا وحضورًا مؤثرًا في محيطها الإقليمي والدولي.

Advertisement

وبهذه المناسبة المجيدة، يشرفني أن أرفع أسمى آيات التهاني وأصدق التبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ وإلى الشعب العُماني الشقيق، سائلًا المولى عزّ وجل أن يديم على عُمان أمنها واستقرارها وازدهارها، وأن يكتب لمسيرتها المشرقة مزيدًا من التقدم والرقي.

لقد استطاعت سلطنة عُمان، عبر تاريخها الممتد، أن ترسّخ مكانتها بوصفها دولة سلام وثقافة وتسامح، تجمع بين الاعتزاز بأصالة هويتها والانفتاح على العالم بثقة واقتدار. وقد انعكست هذه القيم الأصيلة على متانة العلاقات الأخوية التي تجمع المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، القائمة على التفاهم العميق والاحترام المتبادل والرؤية المشتركة لمستقبل أكثر ازدهارًا واستقرارًا للمنطقة.

وفي هذا الإطار، تمثل العلاقات التعليمية والثقافية بين البلدين أحد أهم جسور التواصل الإنساني والحضاري. وقد شهدت هذه العلاقات تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بفضل الدعم اللامحدود من قيادتَي البلدين، مما أسهم في توسيع الشراكات الأكاديمية بين الجامعات السعودية والعُمانية، وتبادل الأساتذة والخبرات العلمية، وتعزيز مشاركة الطلبة في المؤتمرات والفعاليات العلمية المشتركة.

كما يحتل التعاون الثقافي موقعًا بارزًا في مسار العلاقات الثنائية، حيث تحرص المؤسسات الثقافية في البلدين على تنظيم المعارض والندوات والمبادرات النوعية التي تُبرز القيم المشتركة والعمق التاريخي والحضاري لكل من المملكة وسلطنة عُمان. وتمثل هذه المبادرات منصة فاعلة لتعميق الفهم المتبادل وترسيخ روابط الأخوّة بين الشعبين، فضلًا عن دورها في تنشيط الحراك الإبداعي وتعزيز الهوية الثقافية الخليجية.

ولا يفوتني أن أؤكد تقديري للدور المهم الذي يؤديه الطلبة السعوديون الدارسون في المؤسسات التعليمية العُمانية، وكذلك الطلبة العُمانيون في الجامعات السعودية، فهم يمثلون جسورًا معرفية وإنسانية تُثري البيئة الأكاديمية وتعزّز آفاق التعاون بين البلدين.

وفي الختام، أسأل الله تعالى أن يحفظ سلطنة عُمان قيادةً وشعبًا، وأن يديم عليها نعمة الأمن والرخاء، وأن يوفق جلالة السلطان هيثم بن طارق لمزيد من الحكمة والعطاء. كما نسأله سبحانه أن يبارك في مسيرة العلاقات السعودية العُمانية، وأن يمضي بها نحو آفاق أرحب من التعاون والتكامل لما فيه خير الشعبين الشقيقين.

وكل عام وسلطنة عُمان في نماء وازدهار، وشعبها الكريم في خير وسلام.

يحيى بن سعيد آل داوود

الملحق الثقافي بسفارة المملكة العربية السعودية لدى سلطنة عُمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى