آراء

القضية الفلسطينية على مفترق طرق : فرصة تاريخية لإقامة الدولة الفلسطينية

بقلم : د. ليلى الهمامي

Advertisement

تشير كل المعطيات والوقائع إلى أننا أمام مرحلة تاريخية حاسمة في مسار القضية الفلسطينية. لأول مرة، يظهر تيار واسع يضم حكومات وشرائح كبيرة من الرأي العام والمجتمعات المدنية، يقف خلف الشعب الفلسطيني، داعمًا ومنتصرًا له.

تكللت هذه اللحظة التاريخية بإعلان نيويورك وتصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح حل الدولتين، ما يعكس دعمًا دوليًا متناميًا.

Advertisement

على الصعيد الميداني، تتجه قوات الاحتلال نحو عملية برية تهدف إلى تهجير سكان مدينة غزة واقتلاعهم من منازلهم، في ما يصفه مراقبون بمحاولة إبادة جماعية لم يشهد التاريخ مثيلًا لها. مع استمرار العدوان وتكثيف القصف، ارتفع عدد الشهداء إلى نحو 100 شهيد منذ يوم أمس، فيما تجاوز العدد منذ 7 أكتوبر 70 ألف شهيد.

في الوقت نفسه، يلوح الاتحاد الأوروبي بتهديدات أولية بعقوبات على إسرائيل، في مؤشر على تصاعد الضغوط الدولية.

ما هو مطروح اليوم، وما يجب أن يحدث، هو تحشيد الجماهير العربية في مظاهرات يومية أمام المقرات الرسمية، حتى يتم إعلان الدولة الفلسطينية.

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو في وضع عزلة، ولا يملك سوى دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يواجه بدوره انتقادات وسخرية داخل الولايات المتحدة. اللقاء المرتقب بين الرجلين يمثل فرصة تاريخية لتحقيق الدولة الفلسطينية، وهي فرصة استثنائية يجب استثمارها.

لكن هذه العملية ستكون دقيقة وصعبة. أكثر من مليوني ونصف مليون من سكان غزة مهددون بالتهجير، وقد سقط عدد كبير من الشهداء، بينما تستمر عمليات التقتيل والتشريد بوتيرة متصاعدة.

لذلك، من الضروري أن تكون هذه المرحلة مرحلة حسم، وأن تُقام الدولة الفلسطينية الآن، دون تأخير.

الدبلوماسية العربية مطالبة بالتحرك بشكل أكثر فعالية، خاصة عبر التنسيق من الأمين العام لجامعة الدول العربية، لضغط العواصم الغربية والأوروبية من أجل انتزاع إقامة الدولة الفلسطينية بشكل عاجل وملح.

كما يجب تصعيد الضغط الشعبي في الدول العربية من خلال التظاهرات والمسيرات، للضغط على الحكومة الإسرائيلية المتطرفة لوقف العدوان، مع ضرورة أن تكون النقابات حاضرة في عملية التحشيد، والمساهمة في مقاطعة نقل السلاح إلى إسرائيل.

 

الفلسطينية
د. ليلى الهمامي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى