الفصول الأربعة …
بقلم : مريم الشكيلية
آلمني حين علمت بأنك تعرضت لوعكة صحية افقدتك القدرة على الكتابة …
إن السير في شارع الحرف ونحن مثقلون بكل هذه الهموم والإندثارات التي تراكمت علينا تصبح الحياة أكثر وجعاً وأكثر عمقاً وكذا أشد حيرة …
أكتب كثيراً حتى تتماثل للشفاء وتحتسي كأساً من الأحرف الساخنة لتخرجك من مرضك. ضع ضمادات المفردات على جبينك حتى تُعيد إليك شعور الدهشة …
سيدي : في الوقت الذي أحاول مواساتك أجدني أواسي نفسي رغم إنني الآن في أحسن حالاتي الكتابية …
ولكن يقلقني أن تعلق في كتاباتك بقع من الألم رغم إنك قلت لي مرة إننا نخرج اللهفة من أقلامنا حين نكون في المرض أو في الضجر …
أكتب لك ونحن في آخر نيسان وعلى أعتاب فصلك المثمر بالأبجدية كما تصفه …
إنني أنتظر على جانبي حرفك بقبعة صيف وقلم حتى أستقل مفرداتك لتقلني إلى الضفة الأخرى …
لعلك تشبه أبجدية فصلك فالمرض يباغتك في البدايات الدافئة لفصل الحرائق حتى يبقيك متوهجاً الأحرف التي تنبت بإستعجال الدهشة …
إنني أتعجب من هذا العالم الذي أبدع في عالم التكنولوجيا العصرية لم يفلح في أن يخترع حرفاً يصف تلك الكتلة من الشعور حين نكون بين شعورين متضادين … أتعجب من عجز اللغة بكل بحورها من أن تبقينا تحت صفيح ساخن بعد تلبد الشعور الكتابي …