آراء

الضربات الإسرائيلية رسالة ردع أم تصعيد للأعمال الحربية؟!

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement

في ظل التصعيد المستمر من إسرائيل على قطاع غزة ، تواصلت الأوضاع المتوترة في لبنان أيضًا ، حيث أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الإسرائيلية أن الضربات الجوية التي استهدفت القرى اللبنانية في جنوب لبنان تعتبر رسالة إلى كل من يجرؤ على عدم احترام الحدود والاعتداء على المواطنين الإسرائيليين. وقد أثار هذا التصريح العديد من التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء تلك الضربات وما اذا كانت تمثل حقًا استراتيجية ردع أم تصعيدًا مؤذنًا بمزيد من التوتر.

تتسم العلاقة بين إسرائيل ولبنان بالتعقيد ، فلبنان يشهد وجود عناصر من حزب الله ، وهو حزب تعتبره إسرائيل تهديدًا مباشرًا لأمنها. ومنذ نشأة اسرائيل ، كانت هناك عدة صراعات وحروب بين الطرفين ، مما يجعل من السهل فهم دوافع الرغبة في فرض نوع من الردع. ولكن، هل ضرب القرى اللبنانية بالفعل يحقق هذه الغاية؟

Advertisement

من جهة أخرى ، هناك اعتبارات إنسانية وسياسية يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار. القصف الذي يستهدف المناطق المدنية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية ، ويزيد من معاناة المدنيين الأبرياء الذين يجدون أنفسهم وسط صراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن تؤجج مثل هذه الأعمال الغضب في المنطقة ويجعل من الصعب تحقيق السلام المنشود.

إن الرسائل العسكرية التي تعتمدها إسرائيل كاستراتيجية ردع قد تؤدي إلى نتائج عكسية. فقد تستغل الجماعات المسلحة هذه التصريحات وتستخدمها لتبرير أعمالها ، مما يزيد من دائرة العنف. علاوة على ذلك ، يمكن أن يؤدي تفاقم الأوضاع إلى تدخلات دولية تسعى للحد من التصعيد ، مما يضع إسرائيل في موقف صعب أمام المجتمع الدولي.

في ختام المقال ، تبقى التحليلات حول الضربات الإسرائيلية على القرى اللبنانية مفتوحة للنقاش. فبين استراتيجيات الردع والاعتبارات الإنسانية ، يتوجب على الأطراف الفاعلة في المنطقة التفكير مليًا في عواقب أفعالها للحفاظ على إمكانية تحقيق سلام دائم في المنطقة بدلاً من الانزلاق أكثر في دوامة العنف والصراع.

د. جمالات عبد الرحيم : (خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى