آراء

“الصراع الإسرائيلي-حزب الله” : جذور التاريخ وتطورات الميدان

بقلم : د. لولوة البورشيد

Advertisement

يُعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله واحدًا من أكثر الصراعات تعقيدًا وتأثيرًا في منطقة الشرق الأوسط. ويعود جذور هذا الصراع إلى تاريخ طويل من التوترات السياسية والدينية ، حيث تتداخل فيه عوامل تاريخية ، اجتماعية ، واقتصادية. سنستعرض في هذا المقال جذور هذا الصراع ، وتطوراته على مدار السنوات.

جذور الصراع :

Advertisement

تعود جذور الصراع الإسرائيلي-حزب الله إلى منتصف القرن العشرين ، مع تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، وما تبعه من تهجير للفلسطينيين واحتلال أراضٍ عربية. وفي تلك الفترة شهدت الساحة اللبنانية تدهورًا سياسيًا وأمنيًا بعد الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) ، والتي أدت إلى تصاعد النفوذ السوري والإيراني في لبنان. وفي هذا السياق ، تأسس حزب الله عام 1982 كاستجابة للاحتلال الإسرائيلي للبنان.

الدعم الإيراني والسوري :

حظي حزب الله بدعم كبير من إيران ، الذي تحول إلى ركيزة أساسية في تقوية هذا الحزب. حيث قدمت إيران المال والسلاح والتدريب لحزب الله ، مما ساهم في تشكيله كقوة عسكرية فاعلة في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك ، لعبت سوريا دور الوسيط والداعم لحزب الله ، حيث كانت تمثل جسر التواصل بين الحزب وإيران.

تطورات الميدان :

بدأ الصراع يأخذ طابعًا عسكريًا واضحًا من خلال عدة جولات من المواجهات. في عام 2000 ، انسحبت القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان ، وهو ما اعتبر انتصارًا كبيرًا لحزب الله. ومع ذلك ، في عام 2006 ، اندلعت حرب ثانية بين الطرفين ، حيث أظهرت الصواريخ الدقيقة والقدرات العسكرية لحزب الله تحديًا لإسرائيل. أسفرت هذه الحرب عن دمار كبير في لبنان ، وخسائر في الأرواح من الجانبين.

التغيرات الإقليمية والعالمية :

شهدت السنوات الأخيرة تغيرات جذرية في الوضع الإقليمي. فمع اندلاع الربيع العربي ، وتصاعد النفوذ الإيراني في المنطقة بالاستفادة من الأزمات في العراق وسوريا واليمن ، أصبح حزب الله جزءًا من صراع أكبر. لكن تراجع حلفاء الحزب في بعض المناطق ، والحصار الاقتصادي على إيران ، أديا إلى تأثيرات سلبية على القدرات العسكرية لحزب الله.

حرب الظلال في الصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله

تمثل حرب الظلال بين إسرائيل وحزب الله إحدى أبرز ملامح الصراع المستمر في منطقة الشرق الأوسط. هذه الحرب تتجاوز المواجهات العسكرية التقليدية ، وتشمل عناصر من الحروب النفسية ، التجسس ، والعمليات السرية. باتت هذه الصراعات تؤثر بشكل كبير على البلدان المجاورة والشعوب في المنطقة ، مما أسفر عن تداعيات سياسية واجتماعية واقتصادية عميقة.

ومن أدوات حرب الظلال :

التجسس والمعلومات

تتضمن حرب الظلال أيضًا عمليات استخباراتية معقدة. إسرائيل تمتلك تاريخًا طويلًا في القدرة على تنفيذ عمليات تجسس ناجحة في المنطقة ، بينما قام حزب الله بتطوير شبكة من العلاقات والشبكات لتعزيز معلوماته الاستخباراتية. التنافس في هذا المجال جعل كلا الطرفين يسعى للحصول على معلومات دقيقة عن استعدادات الآخر ونواياه العسكرية.

الحروب النفسية

تستخدم كلا الطرفين الحرب النفسية كأداة لتعزيز قوتهم وإضعاف معنويات الخصم. يتم ذلك من خلال نشر الشائعات وعمليات الدعاية ، مما يؤثر على الجبهة الداخلية للعدو ويدفعه إلى اتخاذ قرارات معينة.

في النهاية

يبقى الصراع الإسرائيلي-حزب الله واحدًا من أكثر الصراعات تعقيدًا في الشرق الأوسط ، حيث لا يزال مستمرًا بالنظر إلى التغيرات الإقليمية والدولية. ويتطلب فهم هذا الصراع النظر إلى جذوره التاريخية ، وأبعاده العسكرية والسياسية ، فضلاً عن التأثيرات الإقليمية. إن السلام الدائم في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال معالجة جذور هذا الصراع وفهم تطورات الميدان بشكل شامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى