آراء

الانشغال … قناع نرتديه أم حقيقة نعيشها؟

بقلم: ياسمين علي

Advertisement

في زحام الحياة اليومية، كثيرًا ما نسمع ردًّا مألوفًا حين نحاول التواصل مع أحدهم:

“مشغول جدًا اليومين دول.”

Advertisement

لكن ما إن نُلقي نظرة على وجوده في وسائل التواصل، حتى نجده متصلًا، يَنشر، ويتفاعل، بل ويشارك لحظات ضاحكة في “ستوري” عابرة.

هذه الظاهرة لم تعد مفاجئة؛ فالجميع بات “مشغولًا”… لكن السؤال الذي يفرض نفسه: مشغول بماذا؟

في الحقيقة، كثيرًا ما لا يكون هذا الانشغال ناتجًا عن مهام ضرورية أو التزامات ملحّة، بل هو انشغال بالهرب:

نهرب من التفكير، من المواجهة، من القرارات المؤجلة، وأحيانًا نهرب من أنفسنا.

صار “الانشغال” قناعًا نرتديه عندما لا نجد الشجاعة للبوح، أو عندما يعجزنا التعبير. نختبئ خلفه حين نرغب في الصمت، ونستخدمه ذريعة لإخفاء شعور بالوحدة أو الرتابة أو الفراغ.

باتت عبارة “أنا مشغول” إجابة جاهزة، نتذرّع بها حين لا نملك إجابة حقيقية.

فهل المشكلة في ضيق الوقت؟

أم في سوء إدارته؟

أم أننا ببساطة فقدنا القدرة على الراحة، على السكون، وعلى الاستمتاع بلحظة هدوء دون شعور بالذنب؟

لقد رسّخت ثقافة اليوم في أذهاننا أن الإنسان “المشغول دائمًا” هو الإنسان الناجح، بينما الحقيقة كثيرًا ما تكون عكس ذلك.

فالقدرة على التوقف، على التأمل، على الجلوس مع الذات دون ضوضاء، قد تكون أكثر نضجًا وثراءً من أي جدول مزدحم بالمهام.

ربما حان الوقت لإعادة النظر في معنى “الانشغال”،

وربما تكون الإجابة الصادقة على سؤال بسيط مثل: “فاضي؟”

هي أول خيط في رحلة راحة… كنا نجهل حاجتنا إليها.

قناع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى