آراء

اعترافات ما بعد الصدمة: الإعلام العبري يقرّ بانكسار الداخل الإسرائيلي أمام الضربة الإيرانية

بقلم: مريم سليم

Advertisement

تعيش الأوساط السياسية والإعلامية داخل الكيان الصهيوني حالة من الذهول والارتباك غير المسبوق، إثر الضربة الإيرانية الواسعة التي هزّت أركان المؤسسة الأمنية والعسكرية. لم تقتصر تداعيات هذا الهجوم على الأبعاد الميدانية فحسب، بل امتدت لتصيب المجتمع الإسرائيلي بحالة من الانهيار المعنوي، تُقارن -للمرة الأولى إعلاميًا- بما يعيشه المدنيون في قطاع غزة تحت القصف المستمر.

“صرنا مثل غزّة”: اعتراف من الداخل

Advertisement

في تحليل لافت نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، أقرّت بأن المجتمع الإسرائيلي يعيش مشاعر الخوف والنزوح وانعدام الثقة بمؤسساته الأمنية، وهي مشاعر لطالما ارتبطت في المخيال الإسرائيلي بسكان غزة. الهجوم الإيراني، بحسب الصحيفة، كشف هشاشة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وعرّى غياب الجاهزية لمواجهة صدمة بهذا الحجم.

نتنياهو تحت الضغط… وترامب ينتقد

من جهتها، سلّطت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” الضوء على الحالة السياسية المرتبكة التي يمر بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أنه فقد السيطرة في لحظة مفصلية، وواجه ضغوطًا شديدة، ليس فقط من الداخل، بل أيضًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي انتقد أداء الحكومة الإسرائيلية في التعاطي مع الأزمة.

تقول التحليلات إن هذه الضغوط، إلى جانب الخسائر الميدانية، دفعت نتنياهو إلى القبول بوقف إطلاق النار، بل والانفتاح على تقديم تنازلات مستقبلية بشأن الملف النووي الإيراني في حال استؤنفت المفاوضات مع واشنطن.

غياب الرؤية وارتباك القرار

تتفق التحليلات الصادرة من داخل الكيان على أن الهزيمة لا تعود فقط لقوة الرد الإيراني، بل إلى غياب استراتيجية واضحة، وسوء تقدير لحجم التصعيد. فلأول مرة، وجدت إسرائيل نفسها في مواجهة حرب تُدار من خارج حدودها، لكن تأثيرها كان مدمرًا على عمقها الداخلي، في ظل عجز القيادات السياسية والعسكرية عن احتواء التداعيات.

هزيمة معنوية واستراتيجية

لم تكن الخسائر هذه المرة مجرد أرقام أو أضرار مادية، بل جاءت في شكل اعتراف داخلي صريح بأن إسرائيل لم تعد قادرة على حماية مواطنيها، وأن حالة الانكشاف الداخلي باتت واقعًا لا يمكن إنكاره. والأسوأ أن الإعلام العبري نفسه بات يقارن ما يعيشه الإسرائيليون بما يعيشه الفلسطينيون في غزة، وهي مقارنة كانت تُعدّ من المحرمات السياسية والإعلامية في السابق.

لقد نجحت إيران، لا في إيصال رسائلها الصاروخية فحسب، بل في كسر هيبة الردع الصهيوني، داخليًا وخارجيًا، في مشهد يُرجّح أن يُحدث تحولات استراتيجية في شكل المواجهات القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى