آراء

ازدواجية المعايير .. هل تسعى أمريكا إلى السلام ، أم أنها تسعى فقط لتعزيز سلطتها في عالم مضطرب؟

بقلم : د. جمالات عبد الرحيم

Advertisement

لقد شهدت العقود الماضية ازديادًا في الوجود الأمريكي واستمرار التدخلات الأمريكية في الشؤون السياسية للدول في الشرق الأوسط ، مما أثار جدلاً واسعاً حول دور الولايات المتحدة في المنطقة. ويطرح البعض تساؤلات حول مدى تطلعات أمريكا السياسية في المنطقة ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية وتطهير الأراضي المحتلة. فهل يجوز لأمريكا أن ترشح لنفسها قادة ذوي رؤى ، وأن تضع مصالحها السياسية قبل حقوق الشعوب؟ وما هي العواقب المحتملة لهذه السياسات على مستوى الاستقرار العالمي؟!

لطالما كان للولايات المتحدة دورٌ حيوي في السياسة الشرق أوسطية ، سواء عبر دعم الأنظمة الحليفة أو التدخلات العسكرية. وجرت العادة على أن تكون الولايات المتحدة راعية للسلام في المنطقة ، إلا أن سياساتها بشأن القضية الفلسطينية وقضايا أخرى أثارت استنكاراً. خاصة وأن أمريكا تضع دعمها لإسرائيل كأولوية أولى ، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى تجاهل حقوق الفلسطينيين ودعوات تطهير الأراضي المحتلة.

Advertisement

التدخل الأمريكي في الشؤون الشرق أوسطية

تعبر الولايات المتحدة ، من خلال تدخلاتها ، عن رغبتها في تشكيل النظام العالمي وفقاً لرؤيتها. وهذا التدخل غالباً ما يتضمن دعم الأنظمة التي تخدم مصالحها ، مما يؤدي إلى تفاقم الفوضى في المنطقة. كيف يمكن لأمريكا أن تدعي أنها تسعى لتحقيق العدالة والحرية في الوقت الذي تؤيد فيه أنظمة تعرض حقوق الإنسان للخطر؟

وهل يعد ترشيح رؤساء ضد حقوق الشعوب تدخلاً مدنياً؟

عندما يترشح رئيس أمريكي يتبنى سياسات تتصادم مع قيم حقوق الإنسان ، يُطرح السؤال : هل هذا فعل مدني؟ وعلى الرغم من أن أمريكا تدعي تمسكها بالديمقراطية ، إلا أنها تستمر من خلال السياسات الخارجية في تجاهل المصلحة العامة ، والتمسك بالمصالح الذاتية. ففي الوقت الذي يُفترض أن تُستخدم الديمقراطية كأداة لتعزيز العدالة ، نجد أن الولايات المتحدة تفضل دعم أنظمة تساعد على الحفاظ على هيمنتها.

العواقب المحتملة على الاستقرار العالمي

إن بقاء الأنظمة الفاسدة أو القمعية في السلطة بسبب الدعم الأمريكي قد يؤدي إلى زيادة الفوضى والصراعات. مع استمرار القمع والتطرف، تزداد احتمالية اندلاع النزاعات المسلحة ، حيث تصبح العواقب أكثر تأثيراً على الدول المجاورة وعلى العالم بأسره.

في النهاية

إن السياسة الخارجية الأمريكية التي تضع المصالح الذاتية قبل حقوق الآخرين تجعل من الصعب الحديث عن “التمدن”. فعندما تحارب الولايات المتحدة من يتدخل في شؤون “الصهاينة” في الوقت الذي تساهم فيه في تعميق الفوضى ، يتحدث الكثيرون عن ازدواجية المعايير. ومن هنا ، يبرز السؤال الجوهري: هل حقاً تسعى أمريكا إلى السلام ، أم أنها تسعى فقط لتعزيز سلطتها في عالم مضطرب؟

 

‏ د. جمالات عبد الرحيم (خبيرة العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى