آراء

إثيوبيا .. لماذا لم تستثمر إدارة أبي أحمد بما فيه الكفاية في الدبلوماسية

بقلم د. : جمالات عبد الرحيم

Advertisement

تعتبر إثيوبيا دولة ذات تاريخ طويل ومعقد ، وقد مرت بتحولات سياسية كبيرة في السنوات الأخيرة. ومع تولي أبي أحمد رئاسة الحكومة في عام 2018 ، فقد قدم نفسه كقائد جديد يسعى إلى التحديث والإصلاح. وعلى الرغم من بعض الإنجازات ، إلا أن هناك تساؤلات كثيرة حول قدرته على فهم الدبلوماسية وكيفية التعامل مع الأزمات الداخلية والخارجية.

  1. السياق التاريخي

إثيوبيا ، كدولة ذات تنوع عرقي وثقافي ، تواجه تحديات متعددة. تاريخياً ، كان هناك تنافس وصراعات بين مختلف الجماعات العرقية، مما أدى إلى تصاعد التوترات. وعندما تولى أبي أحمد منصبه ، كان من المتوقع أن يعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ، إلا أن السياسات المتبعة أدت إلى تفاقم الأزمات.

Advertisement
  1. الإجراءات القمعية والتجاوزات

منذ أن تولى أبي أحمد ، تم تسجيل العديد من التجاوزات ضد حقوق الإنسان. وشهدت البلاد حملات قمعية ضد المعارضة ، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني وزيادة الاستقطاب. مثل هذه السياسات تعكس نقصاً في الفهم العميق للدبلوماسية ، حيث أن التغلب على التحديات يتطلب الحوار والتفاهم بدلًا من القمع.

  1. عدم استثمار الموارد الدبلوماسية

على الرغم من توفر الفرص لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة والدول الغربية ، إلا أن إدارة أبي أحمد لم تستثمر بما فيه الكفاية في الدبلوماسية. فالقتال في إقليم تيغراي ، الذي اندلع في أواخر عام 2020 ، أثر سلبًا على صورة إثيوبيا كدولة قادرة على تقديم نفسها كشريك موثوق في المجتمع الدولي.

  1. تحديات السياسة الخارجية

في سياق السياسة الخارجية ، كانت هناك خطوات غير محسوبة أدت إلى تدهور العلاقات مع جيرانها ، وخاصة مع السودان ومصر. النزاع حول سد النهضة أثبت عدم فهم تام لطبيعة العلاقات الدولية والحاجة إلى الحوار والشراكة بدلاً من التصعيد.

  1. الدروس المستفادة

من الأمور الهامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار هي أهمية التعليم والتدريب في مجال الدبلوماسية. ويجب على القادة في إثيوبيا الاستثمار في بناء قدرات دبلوماسية قوية ، والتي تشمل تعزيز مهارات الحوار والتفاوض ، والفهم العميق للقضايا العالمية والإقليمية.

خلاصة

إنه من الضروري لإثيوبيا أن تعيد تقييم خطابها السياسي وأساليبها في التعامل مع الأزمات. ففهم الدبلوماسية لا يقتصر فقط على المعرفة بكيفية التعامل مع الأحداث ، بل يتطلب أيضاً قدرة على بناء جسور الثقة والتعاون مع مختلف الأطراف. من خلال الاعتراف بالتجاوزات وحل المشكلات الداخلية بطريقة سلمية ، يمكن لإثيوبيا أن تخرج من أزمتها الحالية وتعزز مكانتها في الساحة الدولية.

د. جمالات عبد الرحيم : (خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى