أنتولوجيا الجذب الجمعي المسرحي للقانون الأول
بقلم : د. محمد بن صالح بن علي الندابي
أرحب بكم في المقال الثالث عشر ، من سلسلة مراحل تطور النفس الأنا ، وأرجو أن ينال هذا المقال درجة من فضولكم ، لكي نتمكن من تشغيل قدرات العقل الكامنة ، وطاقاته الهائلة ، لربما تطلب منا مزيداً من الاهتمام والفضول ، خصوصا في ما يتعلق بزيادة نسبة حساسية الذكاء لدينا.
إن الذكاء الزائد عبارة عن حساسية في طاقة العقل ، فاذا أعطيت الإذن لتشغيل هذه الحساسية ، فقد منحت نفسك قدرة ليس باستطاعة الكل الوصول إليها.
ومن العطايا والمنح التي سترافق بلوغك لتلك الحساسية ، هو عمل الطاقة الرادارية لديك وسرعة وحجم مجال الالتقاط ، لا تستغرب فما تجده في الطبيعة وفي التقنيات الخارجية من تطور ، فان ما تمتلكه بداخلك يفوق تلك التقنيات بكثير ، وأن الطاقة الرادارية أحد تلك التقنيات ، وعندما تعمل الحساسات الرادارية سوف تكتشف آفاق متقدمة من الأبعاد ، التي تلتقط آثار الواقع المكاني في الغرف الفارغة ، أو الأماكن المفتوحة ، ومن ثم التمكن من التنقيبات الآثارية في النفس البشرية ، ومعاني السلوك ، وكاريزما لغة الجسم عند الآخرين .
إن أهمية أن تكون ذا تأثير على كل ما حولك ، خصوصا الأفراد الذين يجب أن تشد إهتمامهم ، بهدف كسب الثقة واستكشاف المعلومات ، وأقول كل ما حولك وليس كل من حولك ، لأن الحساسات الرادارية عندما تعمل ستعمل معها خاصية الاتصالات المتعددة ، ومن بينها بيئة المكان.
وحول الرغبة في التأثير على الأفراد ، بعد تفعيل حساسات الذكاء الذهني ، إعطي درجة من الأمان لمن تريد أن يهتم بك ، وذلك باختيار المكان المناسب الذي تجلس أو تقف فيه ، بالتموضع في مركز يعطي إحساس الفضول وعدم التحديق والنظر إلى الأشخاص أو التحديق في مكان جلوسهم ، أو بالقرب منهم ، أشعرهم بالأمان الكامل ما يتيح لهم خطف الأنظار نحوك .
عندما تشعر أن أحدهم بدأ يلوح بالتحدق نحوك ، غير من وضع كاريزما الجلوس فوراً دون النظر إليه أو شد انتباهه ، امنحه مزيد من الأمان ، ولا تستعجل بالنظر إليه ستجد أنه يتتبعك.
أوهم كل من حولك أنك مجهول الشخصية ، سيفهم المستهدفين أنك اللغز الذي من الفضول أن يجب حله ، عندها أطلق قوة حضور مجالك الكهرومغناطيسي في ربوع المكان ، فإن الطاقة الرادارية نابعة أساسا من طاقة المجال الكهرومغاطيسي الذي يتمتع به جسم الانسان.
إن الكم النسبي من الفضول الذي صُممت به العقول البشرية ، ستجعل من حولك يقرر تتبع شخصيتك المجهولة ، فالعقل لا يريد ألغاز بدون حلول ، والجري وراء الفضول يوصلك إلى رأس المعرفة.
وإلى موضوعنا التالي أراكم على خير.
د. محمد بن صالح بن علي الندابي
متخصص علم نفس اجتماع