أمريكا وإسرائيل وحلفاؤهم .. لماذا يحاولون تفكيك وحدة العرب والتخلص من إيران؟
بقلم : د. جمالات عبد الرحيم
تشهد المنطقة العربية منذ عقود طويلة صراعات معقدة وتوترات سياسية ، تُعزى جزئيًا إلى السياسات الخارجية لإسرائيل والولايات المتحدة وحلفائهما. وتتعدد الأسباب التي تدعو هذين الطرفين إلى دعم تفكيك الدول العربية ، وتتراوح هذه الأسباب من الجيوسياسية إلى الاقتصادية ومنها :
- أمن إسرائيل
تعتبر إسرائيل أن وجود دول عربية قوية ومنظمة يشكل تهديدًا لأمنها. فعندما تكون الدول العربية متماسكة ، فإنها تستطيع التنسيق معًا لمواجهة التحديات التي تشكلها إسرائيل. لذا يسعى الجانب الإسرائيلي إلى تمزيق وحدة هذه الدول من خلال دعم الانقسامات الداخلية وتغذية الصراعات الطائفية والعرقية.
- تقويض النفوذ الإيراني
كما تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى تقليل النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. حيث أن إيران تدعم جماعات مثل حماس وحزب الله والحوثيين ، والذي يعدون بمثابة أدوات لنفوذها الإقليمي. ومن خلال دعم تفكيك الدول العربية ، يهدفون إلى تقليص قدرة إيران على توسيع نفوذها في المنطقة.
- التبعية الاقتصادية
يمكن أن تسهم التوترات والصراعات في إنشاء بيئة من عدم الاستقرار ، مما يجعل الدول العربية أكثر اعتمادًا على القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة. هذا الاعتماد يسهل على هذه القوى تنفيذ سياساتها ومصالحها.
- الخلافات الداخلية
تتقاطع الأيديولوجيات والاهتمامات بشكل معقد في الدول العربية. فالصراعات الحزبية والطائفية تُساهم في تفكيك هذه الدول ، ما يسهل على القوى الخارجية التدخل وتحقيق مصالحها. تستخدم إسرائيل والولايات المتحدة هذه الانقسامات لمصلحتهما.
- استجابة الدول المتأثرة بالصهيونية
وبالرغم من كل هذه التحديات ، نجد أن غالبية الدول العربية لم تنجح بشكل كامل في مواجهة القوى التي تدعم إسرائيل. وهناك عدة عوامل تساهم في ذلك :
- اختلاف المصالح
تفتقر الدول العربية إلى رؤية موحدة أو إجماع حول كيفية مواجهة التحديات القادمة من إسرائيل أو الدول الداعمة لها. هذا الاختلاف يجعل من الصعب تحقيق استراتيجية فعالة.
- التلاعب الخارجي
تعمل القوى الخارجية على تأجيج الصراعات الداخلية بين الدول العربية ، مما يؤدي إلى فوضى تمنع التعاون الفعّال ضد أي تهديد خارجي.
- الإرهاب والتطرف
تستخدم بعض الجماعات المتطرفة كأداة لتحقيق أهداف أجندات معقدة. بينما تشكل هذه الجماعات تهديدًا للدول العربية ، إلا أنها أيضًا تُستخدم من قبل بعض القوى الخارجية كوسيلة للضغط.
خاتمة
إن تفكيك الدول العربية وتغذية الصراعات الداخلية تشكل جزءًا من استراتيجية مدروسة تهدف إلى تحقيق مصالح معينة. ومن المهم تعزيز الوحدة بين الدول العربية وتعزيز الحوار الداخلي ، لضمان مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية بشكل فعال. إذ لا يمكن التصدي للتحديات المعقدة التي تواجه المنطقة إلا من خلال تنسيق الجهود وتقوية الروابط بين الدول والشعوب العربية.
د.جمالات عبد الرحيم : (خبيرة في العلاقات الدبلوماسية وحقوق الإنسان ، خبيرة في أمن المعلومات ، خبيرة فساد مالي وإداري ، مستشار في التحكيم الدولي وحقوق الانسان ، مستشار في مكافحة الجرائم الدولية وغسيل الأموال ، مستشار علاقات دبلوماسية وقنصلية ، مفوض دبلوماسي خاص ، عضو دفاع وحقوق انسان ، خبيرة في التجميل والتغذية علاجية والطب البديل التكميلي ، أخصائية إرشاد أسري وصحة نفسية ، أخصائية طب طوارئ واسعافات أولية).
