في ذكرى ” يومهم العالمي ” المُعلمين في اليمن بلا عيد…
بقلم : وافي الجرادي
يصادف الـــ 9 من مارس/آذار من كل عام ذكرى ” عيد المُعلم” ، إلا ان المُعلم في اليمن وتحديداً منذ 7 سنوات من عمر الحرب بلا رواتب ، حيث يبلغ عددهم قرابة 200 ألف مُعلم ويعيلون قرابة 7 مليون نسمة ، أي أن انقطاع رواتبهم يُشكل معاناة لمايزيد عن 19% من سكان اليمن.
ولا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم ويتطور دون مُعلم ، ولا يمكن لأمة ما أن تستنير حياتها دون علم ، وبه تتعاظم وتتقدم المجتمعات وتترسخ مداميك البناء والتنمية ، وإن حدث وتم نهب وسلب رواتب المُعلمين وحرمانهم فهنا يتم تجهيل وتخلف المجتمع والعودة به الى الوراء ولعقود زمنية ، وبالتالي يصعب ترميمه إن صح التعبير في فتره زمنية قصيرة.
اليوم “عيد المُعلم” لكنّه بمثابة حسرة وعناء لكل مُعلم يمني يقبع تحت نيران المعاناة والبؤس بل ولم يزدهم سوى ألماً وقهرا ، فلسان حالهم سيصرخ في وجه هذا اليوم وسيلعنونه من عيدٍ أتى وجيوبهم فارغة ، ويتلهفون كما لو أن في بيوتهم ما يسد رمقهم ويذهبُ ولو بقليلاً من العناء لعائلتهم المقهورة بقهرهم وحرمانهم من حقوقهم المكفولة والمشروعة.
قرابة 50 ألف مُعلم يمني أضطروا لمغادرة المدارس بعد ان انقطعت رواتبهم وسآءت أحوالهم المعيشية ، إلا أن مغادرتهم للمدارس وتركهم الاستمرار في آداء واجبهم والبحث عن العمل ، لم يُحسنَ من حال الكثيرين منهم ، نتيجة عدم حصول معظم هؤلاء على أعمال تؤمن حياتهم وحياة أُسرهم فالبلد بات فارغاً من أدنى مقومات وسبل العيش وإن ذهب الباحث عن عمل شمالاً وجنوبا ، أي أننا على وقع أزمة لم ولن نشهدها منذ عقود طويلة.
(10-13) مليون دولار هي اجمالي ما يتم صرفها شهرياً في اليمن كرواتب للمُعلمين ومع هذا لم يستطع طرفي الحرب وعلى مدى 6 سنوات من الوفاء بها وصرفها رغم حشدهم لمئات الملايين من الدولارات كعائدات من النفط والغاز والضرائب والجمارك والرسوم… الخ ، فالجميع مساهمون ولهم البصمة السوداء فيما يعانيه قطاع التعليم من تدمير وتراجع ، ولا يمكن لطرف ما أن يتغنى بانجازاته وثماره وبناء الأجيال والمستقبل بلا رواتب ، وأطفال وشباب اليمن خارج أسوار المدارس والجامعات في رصاف الجهل والتخلف للأسف.
كان من اللازم على أطراف الحرب في اليمن أن تعمل على بقاء قطاع التعليم وبمختلف مستوياته خارج عن حسابات الحرب والقرصنة على الرواتب.. لماذا؟؟… لكون إلحاق الضرر بالقطاع وقطع رواتب موظفيه لا يخدم سوى افراغ البلد من النور وحرمان أبناؤه من الدراسة وتجهيلهم وتهجيرهم وتضخم التخلف ، ليسهل على أعداء اليمن السيطرة والتحكم في عقول البشر واذلالهم والهيمنة عليهم ، كما (سيزيدُ الطين بلّه) كما يقول المثل.
إن ما حدث ويحدث لقطاع التعليم في اليمن من دمار وحرمان المُعلمين من حقوقهم لشاهدٌ حيٌ على انهاك البلد في الفوضى وتآمر جبان على تزايد معدلات الأمية والفقر وتجهيل المجتمع وافراغه من الأدمغة؛
ولأجل بناء وتنمية اليمن وتقدمها سنحتاج لعقود زمنية طويلة وليس من السهل أن تحدث نقلة تنموية واعدة في ظل تخلف متنامي وجهل متعمّد ودمار ممنهج.